ستبوء محاولتك للحصول علي كتب ومحاضرات الترابي بالفشل، ابحث في المكتبات العامة والخاصة ، ابحث عن كتب الترابي في قوقل ، فتش عن عنواوين (الصلاة عماد الدين)، (المراة بين تعاليم الدين وتقاليد المجتمع) او (المؤمن بين السلطان والوجدان)، او (الايمان واثره في حياة الانسان ) ، او حتي عن الكتب التي كتبت عنه (محاولة اغتيال الترابي اسرار وخفايا)..او كتاب الحامدي وكتاب الشنقيطي ..لن تجدها ولا حتي عند انصار الترابي ، وابحث عن ندواته المفصلية كندوة الميدان الشرقي كاملة الرجل ظل يتكلم سنين عددا لكن لن تجد له في اليتووب اي محاضرة كاملة ولا كتب ..هل تريد حربا اكبر من هذه ؟؟...
نعم ان تفاصيل اجتهادات الترابي لا تنقل للعامة واسألوا عن ذلك الاعلام الذي تمتلك معظمه افراد من الوطنيين من قبيلة واحدة تصر علي ان تحسم الصراع بين ابنها وشيخه باشانة السمعة واقتصاص الاخبار علي طريقة (لا تقربوا الصلاة ) و(ويل للمصلين)، فكل ماينقل هو تحريض مبطن علي الشيخ مثل (الترابي رئيسا للجمهورية )..وغيرها من تشجيع البيانات المتطرفة ..وقد قال الترابي يوما انه يستغرب لماذا تنقل الصحف عمن ينقل عنه وبيته مفتوح ..حتيفي الفترة التي يزعمون انه كان يقودها لم يبث له تلفزيون السودان محاضرة واحدة كاملة ولم تطبع له مطابع الانقاذ كتابا واحدا بل ان ماصور من ندوات ظل موجودا في الادراج ولما تم الخلاف قاموا بجمعها علي عجل وفي وجل واخذوها لجهة غير معلومة ان الصراع مع الترابي من الداخل اكبر من ماهو في الخارج ..
لقد وصل الامر وبلغت الجرأة ان يتم تزييف التاريخ نفسه فهاهو احدهم يكتب عن الترابي ظل طول حياته ضد الشريعة حتي ايام مايو ؟؟ سبحان الله ، لم يكن الكثير حتي من العلماء في السودان يطالبون بالشريعة بفهم ان السياسةلاتدخلفي الدين ومنذ ان بذق نجم الترابي واكبر التهم المنسوبة اليه هي انه يريد ادخال الدين في السياسة ،اما ما يطلبونه من ترك السياسة فهو العلمانية بذاتها ، فتمسك الترابي بقضية اقامة الحكم بما انزل الله في نظريته التوحيدية التي تري ان الاسلام شامل لكافة الحياة بما فيها السياسة هو صحيح واقامة لدين الله فهو يؤجر علي السعي والسجن وهي عبادة يبزل لها عمره وكما قال في بيعته ، انه يتعهد بان يبذجعل عمره وعلمه وروحه وعرضه من اجل قضية الاسلام ان تجد لها مكانا تحت الشمس او يهلك دونها ، فنقض الحكم نوع من الردة فحديث نقض عرى الإسلام صحيح ولفظه: لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، وأولهن نقضا الحكم وآخرهن الصلاة. رواه أحمدوغيره وصححه الحاكم، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: رجاله رجال الصحيح. وصححهالألباني في صحيح الترغيب والترهيب. وقد كان شعار الشريعة شبه محتكر لجبهة الميثاق التي كان هو اكبر زعمائها وايضا كان هو امير جماعة الاخوان في عهد مايو التي حاصرت مايو بشعار الشريعة اما ان الترابي رفضها فليس هذا صحيحا البتة بل الصحيح هو ان النميري اعلنها فجأة لسحب البساط من الاسلاميين الذين يدعون لها وقد قام بمحاولة ادخالهم في جلبابة فادخلهم الاتحاد الاشتراكي وكان الترابي مستشارا له وان لم يكن يستشيره فعلا ههههه..وكانت الحركة بقيادة الترابي قد اخرجت اكبر مسيرة في تاريخ السودان تأييدا لاعلان الشريعة الاسلامية ، ومن بعد رفضت الجبهة الاسلامية بقيادة زعيمها الترابي الغاء قوانين سبتمبر واصرت علي ابقائها رغم محاولات اليسار المتكررة ، بل حتي عودة بدرية الي الحياة السياسية بعد الانقاذ هو بسبب حفظ الحركة الاسلامية لموقفها من الشريعة ، اما حديث الترابي عن بعض هنات قوانين سبتمبر فهو راي يشاركه فيه علماء كثر فاي تجربة يعتريها النقص فالترابي الان ينتقد تجربته هو نفسه وتجربة اخوانه في الحزب ، لان النقص سمة البشر..
والبعض يستغرب من تربعه علي الساحة الفكرية مطالبا باقالته من الحياة ناسيا ان الفكر لا يشيخ ، المفكرون دائما قلة كافلاطون وسقراط وابو الحسن الاشعري وابن تيمية وهكذا هم قلة ، وهولاء يزيد العلم عندهم كلما تقدم بهم العمر فالفكر يعتق بالتجارب ، والترابي علامة فارقة في هذا العصر وانا اجزم بان من ينتقدونه لم يقرأوا كتبه او قرأوها ولم يفهموها فالترابي يتميز بلغةعالية عصية تحتاج الي دربة وفهم ، والترابي اصولي لا يخالف الا اذا كان الخلاف في قضية تحتمل الخلاف وقد اطلعت علي فتاويه وفعلا كل قضية ذكرها تجد فيها خلاف بين الاقدمين وتجد القران حاضرا في استدلالات الشيخ ومهما اختلفت معه لا تملك الا ان تسلم بانه مجتهد وتعزره بالتأويل فالمجتهد ه اجر حتي اذا اخطأ، اما من يحاولون التعامل بالكرهوالحب في قضايا الفكر تكفيرا وتفسيقا فهم سيقفون غدا بين يدي الله ، فان الاجتهاد شجع عليه الشرع واعطته اجرين علي الصواب وواحد علي الخطأ.
وكمثال اخر لاختذال التاريخ في محاولات ساذجة لاظهار الشيخ الترابي بمظهر الكارثة الوحيدة علي الاسلام والبلاد يقول احدهم ثار خلاف كبير بين حسن الترابي وبين التنظيم العالمي للإخوان المسلمين عندما رفض مبايعة المرشد العام وقتها بحجة أنه بالسجن ولكن الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد والذي كان ضمن الوفد رفض موقف الترابي وكذلك الوفد مما أدي إلي أن الوفد بايع المرشد العام بدون حسن الترابي وعند العودة للسودان انشق حسن الترابي )،(انتهي.) .. الحقيقة ان ان مسالة التنظيم العالمي هي فرع من مسالة الوحدة الاسلامية كيف تكون، فمثلا داعش تري انها تاتي بالغزو ، تلغي الدول وتزحف بالجيش ، وجماعة البلاغ ، تري انه تلاتي بالتبليغ والارشاد ، وجماعة الاخوان المصرية تري ان يعمل كل تنظيم في بلده لكن القيادة تكون حكرا علي مصر فمن يختاره اخوان مصر مرشدا يكون اميرا للتنظيم العالمي وقائدا للجميع ، ولكن اخوان السودان والعراق وسوريا وليبيا تقريبا اتفقوا علي ان الوحدة لا تاتي قسرية بل تعمل كل حركة في واقعها وتسق جميع الحركات فيما بينها عبر مكتب للتنسيق فقط لا غير ؟، فكيف يقود مرشد مصري مسجون اخوان العالم من داخل السجن وهو لايستطيع ان يتبول الا باذن من عسكري ..؟؟!!!..وقد بينت الحركة الاسلاميةفهمها للوحدة عبر كتيبات ، وهذا الفكر المتقدم والندية ازعجت بعض المصريين فهم\يريدون السودان في الذيل دائما ..ظل معظم الاخوان مع الترابي ولم ينشق الا القلة بقيادة صادق ، الترابي لم ينشق فهو امير الجماعة وصاحب الاغلبية اما اسم الاخوان فقد تركه لهم حتي لايحدث خلط وقد ظل اسم الجبهة الاسلامية هو المؤثر حتي جأت الانقاذ .
الترابي السياسي هو واقعي جدا باعتبار ان السياسة الشرعية تقوم علي اساس الممكن من الاصلاح (ان اريد الا الاصلاح ما استطعت )..واهم عوامل تحديد الغايات وصياغة خط المرحلة هو القوه وذلك هو ما اسماه فقهاء التاريخ (بفقه المتغلب بسيفه)، فكانوا يقيسون االشرعية بالقوه والقوي اليوم لم تعد هي السيف والبندقية فقط بل منظمات المجتمع المدني والاعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعي ومدي التلاحم الشعبي والحراك التعبوي اضافة ماتمتلكه الحركة من مقدرات بشرية وعضوية ، ونجد ان الترابي حينما طالب بمزيد منى اسلمة الامور كان ينطلق من امرين اولهما القوي التي كانت بيد الانقاذ كانت قادرة علي ان تنفذ مثال اقوي واقرب الي المعاني الاسلامية ، ثانيا : ان الخط الذي ارادت الحكومة السير فيه سيفرق الامة في السودان قبائل وشيع -والتقارير كانت تفيض بذلك فلا تحتاج لذكاء لهذال لابد من الفدريالية - واستدامة الدكتاتورية ستجعل اموال البترول في غير محلها وسستخذ زريعة لمزيدمن التفرق وصراع المصالح، -وكلنا شهدنا حديثه عن الفساد، قبل الخلاف المعلن ، وكل هذا اعلنه في جامعة القران بسؤاله للشباب عن اموال البترول الي اين ستذهبون بها هل ستفرقون بها الامة ام توحدونها بها ..وكل هذا اصاب فيه لكنه اخطأ في توقعه لردة فعل الخصم كان يتوقع ان استمالة المخلصين وكبارالحركيين والطلاب كفيلة بالضغط علي الحكومة لتتراجع لكنها للاسف رمت بنفسها في اتجاه الاخر الغربي والمصري الضاغط بقوة علي خلفية محاولة اغتيال الرئيس المصري مبارك وتورط رجال النظام فيها وتهديدهم بالمحكمة الدولية، فلم يجد الترابي بعد ذلك بدا من الاستمرار وبدا له ان مجرد تبرئه الحركة من مايجري في البلاد سيضيف رصيدا فكريا حتي لايحسب الناس ان كل ماحدث هو من تخطيط الحركة ففترة الغيبونة الكبري استطاع الشيخ ان ينتزع الحركة وفكرها منها بمواقفه الشجاعة سجنا وتشريدا وصبرا ، ولكن النظام الان يسقط فعلا والعوامل الخارجية اصبحت مهيئة للقضاء علي الاسلاميين حكومة ومعارضة وكان مثال مصر حاضرا ، هنا اتجه الشيخ الي الحكومة التي اعلنت بشجاعة تغيير اهم شخوص الفتنة مما يعني ان القلب مفتوح للتغيير لكني اظن ان العالم لن يهدأ له بال حتي يستميل الرئيس ويقضي علي التحالف الخطير الجديد الذي يعيد الانقاذ الي مربعها الاول بقيادة المفكر الذي تخشاه امريكا ..
اما الزعم بانه مصلحي لانه ذهب مغاضبا لتعين الرئيس للولاة وهو الان يعود بينما يغير الرئيس عملية انتخاب الولاة الي تعيين فلماذا لاينبس ببنت شفة ، ولماذا يصمت علي مازعم انه سبب كافي للمفاصلة ، فمعلوم ان مسألة الولاه اليوم ليست مثلها في وقتها ذاك فهناك كان الحديث عن الدستور الدائم وكانت تلك ىردة وبادرة للخروج عن عهد الحركة وهذه مجرد خطوة اجرائية في وضع كله استثنائي فاكيد ان الترابي لا يؤمن بدستور 2005 بمافيه ناهيك عن تعديله من قبل مجلس هو لايؤمن بشرعيته الترابي الان فقط يبني تحالفيمكنه من ان ينسف الوضع السيئ برمته باقامة دمقراطية تنعش الساحة قليلا ، ويلتقط الناس انفاسهم وتروح الفرصة عن الرئيس السيسي وتحالفه ومن ثم ينظر في معارك الداخل.
من العدل ان يلام مفكر علي كل حرف كتبه بيده وكل فكرة افترعها، لكن ليس من العدل أن يلام ذات المفكر علي محاولته تطبيق ذلك علي ارض الواقع، لان هناك عوامل اخري عديدة تتداخل كفهم الاخرين ومدي استجابتهم واخلاصهم فالنفوس البشرية ليست سهلة القيادفالخيانة والاثرة موجودة فالتطبيق للنظريات صعب ولو علي فردواحد، ناهيك عن مجتمع ودولة تقع عليها مؤثرات داخلية وخارجية ودولية عديدة .