الاثنين، 15 ديسمبر 2014

دين لا لون له ..ولا تسرك رائحته..ياراشد

في مقال بعنوان(الدين المذعور)  جدير بالقرأة كتب اخي راشد عبد القادر يتسائل عن سمات هذا الدين الجديد الذي يبشر به ساستنا في السودان ..قتلا وسحلا وفسادا وتزويرا وقهرا ودكتاتورية ؟؟اي دين هذا ؟؟...نعم يا حكام البلاد باسم الدين اي دين هذا ؟؟..
انه يا اخي راشد ،دين جديد كليا (من الورقة) دين لايشبه ما لقنه لك ابوك ولا ما قرأته من المصحف ، ولا يماثل تلك القصص عن خليفة ما يتفقد الشعب بالليل ، بل هو  دين يباهي باكتساح الانتخابات بالالاعيب ، دين في قائمة اعدائه بل الالدين دهب وهقواب وابو فاطمة ويعارضه من الخارج فلذات اكباد المساجد ،دين تمتلئ سجونه بامثال العم ابراهيم حمدنالله وناير اونور ويوسف لبس ويموت في مواجهته امثال خليل وشمس الدين وعلم الاتحاد الاسلامي (محمد ادم ) ،دين يدرب جيوشه بصيحات الله اكبر في نفس الوقت الذي يجعل ميدان معركتهم الحقيقية  هو في شمبات والفتيحاب ،حيث الرمي بالزخيرة الحية والتخته هيراس طفل وتلميذ وشيخ ومحامي ،وكل هولاءيوصفون في الاعلام لهذا الدين بانهم شذاذ افاق ، ونقرس دون ان يتزكر اصحاب هذا الدين قول لابن الخطاب في  بغلة افتراضية  عثرت بالعراق تلك التي يرونها دائما في الليالي والبرامج  والوعود ،  انه  يا اخي راشد دين يضع اصره علينا وعلي المجاهدين من ابناء الحركة الاسلامية دهرا ويطلق سراح الاموال الايرانية تزرع حوثية جدد في حقل السودان،حرة كما تشاء لتثمر اموال العنب الفارسي ..مخادع جديدة لنكاح المتعة الحرام ، حتي اذا ازفت الازفة الاقتصادية او السياسية عاد يغلق الابواب مشتريا بذلك الاغلاق شعبية المنغلقين والبسطاء وبعضالصادقين،الذين لم تواتهم فكرة ان يسألوا لماذا تركتموها تسرح وتمرح حتي اصبح لها قري ومراكز وولائات وحسينيات..وتجارة واستثمار لماذا؟؟..لماذا تطلقون للحي الارهاب والتطرف ان تؤسس اغلي المساجد واغلي المراكز بل تحمل سلاحهم وتختطف وتفجر وترتبط باسم قوش اكبر جنرالات امنكم..بينما تضعون الاغلال في معاصم كل مسيد له تاريخ وزكر وعبق ، فتسمحون لخناجر التكفير والتشريك ان تطعن خاصرة ام ضوءبان لتبني مسجدا ضرارا هناك..وتحتل مدخل الفتيحاب بمسجد جميل لا ينك يكيل السباب ليغرس خناجره في ارض المادح ود سليمان وهكذا في الجريف وهكذا وهكذا...حتي توقظ الفتن النائمة ..ولا لسان يجرؤعلي لعن من امتهن ايقاظها..

ادعوا الي سبيل ربك بالصواريخ

لو كان القتال شرع لنشر الاسلام والاكراه عليه لما اعطي الرسول يهود المدينة حقهم في العبادة ولقاتل الجميع ولما احتاج الله تعالي لابراز حكمة وسبب وعلة لتجويز القتال قال تعالي : (اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله علي نصرهم لقدير الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق الا ان يقولوا ربنا الله )..فالاذن لهم جاء بانهم ظلموا ..واخرجوا من ديارهم ، وكذلك من بعدهم : (ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم و هموا بإخراج الرسول (و هم بدأوكم أول مرة)؟ أتخشونهم؟؟ اذا فهم بدأوا والبادي اظلم و (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) فالله هنا يأمر برد العدوان ولكن بمثل ما اعتدي عليكم حتي لايتجاوز الناس وهو مايسمي في عالم اليوم الرد بالمثل ..اما فتوحات المسلمين فكلها كانت ردا علي عدوان ،وفي تفسير المنار يقول الاما محمد عبده :( واعلم أن هذه الآية في قتال أهل الكتاب وما قبلها في قتال مشركي العرب ليس أول ما نزل في التشريع الحربي ، وإنما هو في غايته ، وأما أول ما نزل في ذلك فقد بينا مرارا أنه آيات سورة الحج : أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا ( 22 : 39 ) إلخ . ثم قوله تعالى من سورة البقرة وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ( 2 : 190 ) الآيات ، وفي تفسيرها ما اختاره شيخنا من أن القتال الواجب في الإسلام إنما شرع للدفاع عن الحق وأهله وحماية الدعوة ونشرها ، ولذلك اشترط فيه أن يقدم عليه الدعوة إلى الإسلام ، وقال : إن غزوات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كانت كلها دفاعا ، وكذلك حروب الصحابة في الصدر الأول ، ثم كان القتال بعد ذلك من ضرورة الملك ، وكان في الإسلام مثال الرحمة والعدل [ راجع ص 168 - 170 ج 2 ط الهيئة ]وفي ذات التفسير يقول ايضا : حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون هذه غاية للأمر بقتال أهل الكتاب ينتهي بها إذا كان الغلب لنا ، أي قاتلوا من ذكر عند وجود ما يقتضي وجوب القتال كالاعتداء عليكم أو على بلادكم ، أو اضطهادكم وفتنتكم عن دينكم أو تهديد أمنكم وسلامتكم . كما فعل الروم ، فكان سببا لغزوة تبوك ، حتى تأمنوا عدوانهم بإعطائكم الجزية في الحالين اللذين قيدت بهما . فالقيد الأول لهم ، وهو أن تكون صادرة " عن يد " أي قدرة وسعة ، فلا يظلمون ويرهقون . والثاني لكم ، وهو الصغار المراد به خضد شوكتهم ، والخضوع لسيادتكم وحكمكم ; وبهذا يكون تيسير السبيل لاهتدائهم إلى الإسلام بما يرونه من عدلكم وهدايتكم وفضائلكم التي يرونكم أقرب بها إلى هداية أنبيائهم منهم . فإن أسلموا عم الهدى والعدل والاتحاد ، وإن لم يسلموا كان الاتحاد بينكم وبينهم بالمساواة في العدل ، ولم يكونوا حائلا دونهما في دار الإسلام . والقتال لما دون هذه الأسباب التي يكون بها وجوبه عينيا أولى بأن ينتهي بإعطاء الجزية ، ومتى أعطوا الجزية وجب تأمينهم وحمايتهم ، والدفاع عنهم وحريتهم في دينهم بالشروط التي تعقد بها الجزية ، ومعاملتهم بعد ذلك بالعدل والمساواة كالمسلمين ، ويحرم ظلمهم وإرهاقهم بتكليفهم ما لا يطيقون كالمسلمين ، ويسمون أهل الذمة لأن كل هذه الحقوق تكون لهم بمقتضى ذمة الله وذمة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وأما الذين يعقد الصلح بيننا وبينهم بعهد وميثاق يعترف به كل منا ومنهم باستقلال الآخر [ ص: 256 ](انتهي )...فاذا عرفنا اسباب حرب المشركين في  بدر واحد والاحزاب مع مشركي العرب فالروم ايضا هي التي اعدت واتت وبدأت فانه ورد في في تفسير التحرير والتنوير لما اكتمل نصر الإسلام بفتح مكة والطائف وعمومه بلاد العرب بمجيء وفودهم مسلمين ، وامتد إلى تخوم البلاد الشامية ، أوجست نصارى العرب خيفة من تطرقه إليهم ، ولم تغمض عين دولة الروم حامية نصارى العرب عن تداني بلاد الإسلام من بلادهم ، فأخذوا يستعدون لحرب المسلمين بواسطة ملوك غسان سادة بلاد الشام في ملك الروم ففي صحيح البخاري عن عمر بن الخطاب أنه قال " كان لي صاحب من الأنصار إذا غبت أتاني بالخبر وإذا غاب كنت أنا آتيه بالخبر ونحن نتخوف ملكا من ملوك غسان ذكر لنا أنه يريد أن يسير إلينا وأنهم ينعلون الخيل لغزونا فإذا صاحبي الأنصاري يدق الباب فقال : افتح افتح . فقلت : أجاء الغساني . قال : بل أشد من ذلك اعتزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساءه إلى آخر الحديث .   وذكر أن قوله : ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ( 29 ) )  نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمره بحرب الروم ، فغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد نزولها غزوة تبوك . فعن مجاهد : ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ) ، حين أمر محمد وأصحابه بغزوة تبوك . وامتدادا لذلك كانت البعثة الي (مؤته)  فكانت المعركة وتوالت الحرب علي دولة اعتدت وردت علي دعوة سلمية  بتجهيز الجيوش وقيل بل نزلت الاية في اليهود، علي ما اورد البغوي في التفسير قالقال الكلبي نزلت في قريظة والنضير من اليهود ولو صح هذا فهو دليل علي مانقول ايضا لان  الرسول صلي الله عليه وسلم عاشر اليهود زمانا فلم يقاتلهم الا بعد نقضهم لعهدة وبدأوا هم بالخيانة والغدر ،  اما الفرس فقد قتلوا رسل رسل الله واعدوا عدتهم لاستئصال شافة المسلبمين فمزق الله ملكهم ..اما من كف ايديه عن المسلمين كالاحباش فلم يتم غزوهم (اتركوا الاحباش ماتركوكم )..اما ان الله امرنا بقتال العالم كله لنكرههم علي الدين فهذا فهم داعشي متطرف وخاطئ بالاساس ..واذا تبني البعض  مفهوم داعش التي تدعو لاسقاط الانظمة كلها ومبايعة امير المؤمنين المزعوم فهو يدعو الي فتنة فهذا يعني قتال كافة الانظمة وبالتالي موت شباب المسلمين في معارك ضد بعضهم البعض ومعلوم ان هذا هو مايتمناه الغرب بل ان القضاء علي الجيوش العربية والانظمة واقامة حروب تقضي علي السلم هو اكبر خدمة للعدو ..لهذا نظل نصف داعش بانها افكار متطرفة وفقا لمرجعيتنا الاسلامية وليس لما يصفه الغرب ارهاب اية يد فيما نقول ، واذا لم يكن تطرفا فكيف تري وجوب مقاتلة العالم كله حتي يسلموا بناء علي فهم(البعض ) للحديث الذي يبدا بلا (امرت ان اقاتل الناس..الخ )وهو حديث  لايمكنه ابدا ان يعارض جملة القران الداعي الي الحكمة والموعظة ..(قل هذه سبيلي ادعوا الي الله علي بصيرة انا ومن اتبعني )..(ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن)..(ادعوا الي سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة )..(لا اكراه في الدين )..(فان انتهوا فلا عدوان الا علي الظالمين )..(وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا انه لايحب المعتدين)..لكن داعش تعتدي علي المدن الامنة ودواعش السودان يقولون  الفتنه ترك الانظمه التي تحكم بغير ما انزل الله قال الله تعالي "وقاتلوهم حتي لا تكون فتنه ويكون الدين كله لله")..اي بالواضح يريدون ان يقاتلوا الانظمة وهو الخروج علي الحاكم الذي رفضه الاسلام ، والخطير انه ينزل هذه الاية التي نزلت في الكافرين المقاتلة علي المسلمين ولاة الامر ..وهذا ما اسميه الفتنة فان هذه الدعوة تبيح دماء الشرطة والامن والبوليس بل الناس الذين يظن الدواعش ان الله امرهم بقتالهم حين قال (وقاتلوهم )، نحن ندعوا لمحاكمة عادلة علي الفعل (المتطرف )  لا علي( الفكر المتطرف) ...محاكمة عادلة ناجزة حتي لايكون هناك سجن بلا سبب اجرامي ...اما الفكر الداعشي فهو سيؤدي بمعتنقه الي قتال الامة كلها .ان قتال ابوبكر الخليفة للمسلم المرتد لا تجوز قتال الداعشي المفتئت علي السلطة والخارجي، فضلا علي انها لا تدلل علي قتال الكافر غير المحارب اما الاية (ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن الا الذين ظلموا منهم )فقد قال مجاهد وسعيد بن جبير: وقوله: « إلا الذين ظلموا منهم » معناه إلا الذين نصبوا للمؤمنين الحرب فجدالهم بالسيف حتى يؤمنوا أو يعطوا الجزية...
لرد على شبهة أمرت أن أقاتل الناس يوضح د .عزت عطية أستاذ ورئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر ، المعنى الحقيقى لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والذى يتغافل عنه أصحاب الاتجاه الواحد ,فنحن لا يمكن أن نستدل على موقف الإسلام فى مجال من المجالات ، من آية واحدة أو من حديث واحد ،لأن الآية والحديث كل منهما يمثل جزءا من الحقيقة ، ومن يفعل ذلك يكون كمن يقول بجزء من الآية كقوقله تعالى ( فويل للمصلين ) ثم يقول إن الله يتوعد المصلين بجهنم !وفيما يختص بشأن قول الرسول صلى الله عليه وسلم : أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .. فهو أمر يتعلق بالقتال ،وأساس القتال فى الإسلام قول الله تعالى ( وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ) و يقول عليه الصلاة و السلام ( لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية )..فالاسلام ينظر إلى القتال على أنه عبس وأن القيام به لا يكون إلا عند الضرورة ، كما يقول الله سبحانه وتعالى ( كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون )فالقتال بالنسبة للمسلم مكروه شرعا وغير مطلوب شرعا إلا إذا اقتضت الضرورة كالاعتداء على النفس والأوطان ، فيقول الله تعالى ( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ) فكان القتال ممنوعا قبل ذلك ثم أبيح للضرورة . وقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( أمرت أن أقاتل ).. يعنى للدفاع عن الدين فالسكون فى ذلك ضعف وجبن لا يليق بالإنسان ..وقوله ( حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ) ..أى حتى يعترفوا بالتوحيد وما تقتضيه العبودية من العدل .فحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم هو حلقة فى سلسلة طويلة عنوانها التعامل بين المسلم وغير المسلم ، وهو مقيد بكل هذه الحلقات فيما يتصل بفهم معناها كلها ، ومن هنا فإن الرسول صلى الله عليه وسلم عاهد المشركين وصالحهم لمدة طويلة ،وعاهد اليهود وتعامل المسلمون مع غيرهم سلما فى وقت السلم وحربا فى الحرب فى إطار قانونى يعترف العالم بنبله .
يتضح من قول الدكتور ان كلمة:( امرت ان اقاتل الناس )مقصود بها-المحاربين- المقاتلة الذين نصبوا انفسهم للحرب فاذا شهدوا بشهادة الاسلام فلا يستمر المسلم في قتالهم وهذا تعليق فضيلة الشيخ / بن باز على الحديث الشريف :شرح حديث : أمرت أن أقاتل الناس الحديث؟ ج : هذا الحديث صحيح ، رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين ، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أمرت أن أقاتل الناس حتى الحديث ، وهذا على ظاهره ، فإن من أتى بالشهادتين وهو لا يأتي بهما قبل ذلك ، وأقام الصلاة وآتى الزكاة فإنه يعتبر مسلما حرام الدم والمال إلا بحق الإسلام ، يعني : إلا بما يوجبه الإسلام عليه بعد ذلك ، كأن يزني فيقام عليه حد الزنا ؛ إن كان بكرا فبالجلد والتغريب ، وإن كان ثيبا فبالرجم الذي ينهي حياته ، وهكذا بقية أمور الإسلام يطالب بها هذا الذي أسلم وشهد هذه الشهادة وأقام الصلاة وآتى الزكاة . فيطالب بحقوق الإسلام ، وهو معصوم الدم والمال إلا أن يأتي بناقض من نواقض الإسلام ، أو بشيء يوجب الحد عليه ، وهكذا قوله في الحديث الآخر عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله هذا الحديث مثل ذاك الحديث : من أتى بالتوحيد والإيمان بالرسالة فقد دخل في الإسلام ، ثم يطالب بحق الإسلام ، فيطالب بالصلاة والزكاة والصيام والحج وغير ذلك ، فإن أدى ما أوجب الله عليه فهو مسلم حقا ، وإن امتنع عن شيء أخذ بحق الله فيه وأجبر وألزم بحقوق الله التي أوجبها على عباده . وهذا هو الواجب على جميع من دخل في دين الإسلام أن يلتزم بحق الإسلام ، فإن لم يلتزم أخذ بحق الإسلام،(انتهي ) اما قتال المعتدي فادلته واضحة جلية سواء اكان مسلما ام كافرا رافضيا ام سنيا فهو يقاتل لعدوانه لا علي عقيدته(رافضي او مسيحي او يهودي او وثني او مسلم) ويعتبر قتاله جهادا دينيا رغم النه لا يهدف الي تغيير عقيدته بل رد ظلمه (بانهم ظلموا)...

ثقافة الطفل المسلم

ان بناء الطفل في الاسلام يجب ان يراعي تزوقه لجمال العالم لينظر الي ابداع الله البديع ، في الدنيا كما يجب ان تنفتح نافذة الخيال فيه عبر التنمية حتي يستطيع التطلع الي ماوراءالمادة في عالم الغيب كما يجب ان يكتفي من العاطفة والمحبة وان يتصل بالعالمين بصلة سلام حتي يعرف سر التكريم لابن ادم ومبادئ الانسانية ليتحمل امانة الاستخلاف ..فلن يكون له حظ من (حريص عليكم ) ..(وما ارسلناك الا رحمة للعالمين)...الا بتمتين جزور علاقلاته الانسانية مع الاخر مؤمنا ومعاهدا ومستأمنا وجارا قبل ان يتعلم حماية نفسه منه كمقاتل جائر وصائل ..فالقوة المعنوية والفكرية وقوة الرحمة ليست بادني ولا اقل من قوة الحرب والمدافعة .

يخربون بيوتهم ..بايدي ابنائهم الدواعش!!

يعدد البعض انجازات مايسمي بالدولة الاسلامية وانا اتعجب من كيف يناقش البعض هذه الامور السطحية ونحن بازاء مشروع يدعو لتحطيم كل الدول الاسلامية والعربية لصالح جماعة متخلفة تري الخلاص في مبايعة شخص بعينه والا فالويل والثبور وعظائم الامور وكل وسائلها للاصلاح هو حفنة المدافع وفكرة حشد الانصار من الشباب المغرر به ، ليتم نقل الحلم الطالباني بحزافيره الي العراق ، ناسين ماجري لافغانستان من ويلات وما جرته الجماعات المدعومة امريكيا علي المشروع التحرري من ماسي واحزان ، ماتزال دموعها لم تجف ودمائها تجري ..لن يدفع المتحنفشون ثمنا للفشل العظيم هناك ولن يؤنبهم الضمير وقد اجهضوا اكبر انتصار اسلامي حققته قلة علي الروس ثاني اكبر دول العالم وهم حفنة من الصوفية بدأوا بمسدس ، فلما جأئهم السلفيون بالاموال والدعم الامريكي جأت القبلية والروح الانانية ونزاعات الامارة ، فضاعت افغانستان ، الان يحشدون الشبابفي العراق لداعش (طالبان الجديدة)دون اية ضمانات تحول دون تكرار فشل افغانستان ..ويروجون لها باقامة الحدود وجلد الزناة الخ ..هذا  ونحن نري كيف ان هذه الجماعات تقوم وفقا لاطار محدد يجعل من الاسلام شيء اخر غير الاسلام الحقيقي بتسامحه ودعوته العظيمة ، ليصبح وفقا لهذا الفريم قطعا للرؤوس وتفجيرا للاسواق وتفخيخا ، في مجموعات تصرخ بالشعارات الفاقعة سارقة الاسلام من كافة المسلمين للتزي به وحدها لاغية كل المبادئ الاسلامية لصالح هبات ثورية غير مدروسة تستهدف الانتقام والقتل في سلسلة ناسفة لكل خصلة جميلة نفاخر بها الدنيا ، ويتم تجسيد كل ماينفر من الاسلام علي المسرح الداعشي حتي يصدق كل انسان تستهدفه الدعوة الاسلامية انها مجردة من كل قيم الاديان ، وتصدق اسوأ الاكاذيب  التي ظل اعداء الاسلام يوصمونه بها ، ان الزحف الاسلامي الذي استفاد من قيم الحرية في الغرب فملأ الساحات هناكوخاطب العقول والقلوب فدخل الناس الي دين الله افواجا عبر قوافل الدعاة من جماعات التبليغ والصوفية ومنظمات الاغاثة الاسلامية ، ووسائل الاحباب يتم ايقافه بالخبث اللكفري عبر توليد جماعات قطع الرقاب التي لاتعرف من الحياة الا صناعة الموت لا دفاعا ولكن تهجما واسرافا في القتل ، يصد عن سبيل الله ويشوه دين الله ويحطم مالدينا من دول قائمة لصالح دولة متوهمة بدلا من اصلاح مالدينا يتم تحطيمه (يخربون بيوتهم بايديهم)،وينقلون المعركة الي داخل البيت الاسلامي لعبا علي تناقضاته الداخلية وافادة من اجواء الاحباط السائدة ، واستقطابا لحماس الشباب الثائر الذي يتمتجميعه للقضاء عليه في معارك خاسرة ،ليخوض معارك الاخرين ، وحقيقية اننا نجد أن امريكا  هي اكبر مستفيد من تدمير الدول لصالح جماعات العنف العشوائي الماضوية التي توجه اسلحتها للداخل بتصنيفات رافضي مشرك فاسق مالكي مش عارف ايه ..وبهذا تقضي علي دولة العراق الواحدة التي لا تريدها امريكا علي الخارطة وتعجل بابعاد القوميات غير العربية التي ظلت سند للاسلام تاريخيا من محيطها الاسلامي عبر التخويف والقتل كما تفعل داعش بالاكراد وهي بهذا تكرههم في الانتماء الاسلامي وتظهر امريكا في المقابل كالحارس الحامي والصديق للاكراد وهي تستطيع منع داعش بتدخل قوي لكنها تماطل حتي تجعجع داعش بالاكراد والنصاري وغيرهم وتقدمالمثال السيئ للاسلام الذي تظل امريكا تلبسه للاسلام كذبا وزورا ..وهونموزج الافلام المصرية الذي للاسف رغم مخالفته للاسلام يعجب بعض الحياري من ابنائنا هداهم الله.

نحن في وادي وانتو في وادي

 كلما استمع لجماعة الحزب الوطني الحاكم في السودان، تصيبني مزيج من المشاعر التي لاتوصف، ففيها الدهشة والحزن والغضب والرثاء، وهي تكون طبخة جديدة غريبة الوصفة، وحتي تدخل وتتزوق عزيزي القارئ، اليك بعض من اقوالهم، فمثلا هم يتحدثون بفخر عن انهم كيف رفضوا مقترح الحركة الشعبية بعلمنة العاصمة القومية مقابل الوحدة، فاثمر موقفهم فصل الجنوب ولكنهم حافظوا علي الشريعة في النهاية..!!!. وطبعا العقل العظيم لهولا قرر أن يضحي بالمسلمين في الجنوب وابنائهم، وبالوحدوين منهم، وبالسودانين،وبالأرض والثروات، وبالأمن الاستراتيجي للسودان، وباتصاله بمحيطه وعمقه الافريقي، تاركا للتبشير الجمل بما حمل وتاركا للموساد ان يسرح ويمرح،وكل هذا من أجل الشريعة، وكلنا يعلم اننا كشعب مسلم مؤمنين بالشريعة ولكننا ايضا ضد ما يطلق عليه الوطني شريعة، فنحن الان نحكم في عرف الوطنين بالشريعة، حيث الظلم والفساد والفشل والاحباط والدكتاتورية والمخدرات وكل مايخالف الشريعة، ولو قرنق كان يعني بالعلمانية اسوأ مافيها لما كانت ستكون أسوأ مما يسميه الوطنيون شريعة،اطلاقا.

الحرب علي الشيخ الترابي..

ستبوء محاولتك للحصول علي كتب ومحاضرات  الترابي بالفشل،  ابحث  في المكتبات العامة والخاصة ، ابحث عن كتب الترابي  في قوقل ، فتش عن عنواوين (الصلاة عماد الدين)، (المراة بين تعاليم الدين وتقاليد المجتمع) او (المؤمن بين السلطان والوجدان)، او (الايمان واثره في حياة الانسان ) ، او حتي عن الكتب التي كتبت عنه (محاولة اغتيال الترابي اسرار وخفايا)..او كتاب الحامدي وكتاب الشنقيطي ..لن تجدها ولا حتي عند انصار الترابي ، وابحث عن ندواته المفصلية كندوة الميدان الشرقي كاملة الرجل ظل يتكلم سنين عددا لكن لن تجد له في اليتووب اي محاضرة كاملة ولا كتب ..هل تريد حربا اكبر من هذه ؟؟...
 نعم ان تفاصيل اجتهادات الترابي لا تنقل للعامة واسألوا عن ذلك الاعلام الذي تمتلك معظمه افراد من الوطنيين من قبيلة واحدة تصر علي ان تحسم الصراع بين ابنها وشيخه باشانة السمعة واقتصاص الاخبار علي طريقة (لا تقربوا الصلاة ) و(ويل للمصلين)، فكل ماينقل هو تحريض مبطن علي الشيخ مثل (الترابي رئيسا للجمهورية )..وغيرها من تشجيع البيانات المتطرفة ..وقد قال الترابي يوما انه يستغرب لماذا تنقل الصحف عمن ينقل عنه وبيته مفتوح ..حتيفي الفترة التي يزعمون انه كان يقودها لم يبث له تلفزيون السودان محاضرة واحدة كاملة ولم تطبع له مطابع الانقاذ كتابا واحدا بل ان ماصور من ندوات ظل موجودا في الادراج ولما تم الخلاف قاموا بجمعها علي عجل وفي وجل واخذوها لجهة غير معلومة ان الصراع مع الترابي من الداخل اكبر من ماهو في الخارج ..
لقد وصل الامر وبلغت الجرأة ان يتم تزييف التاريخ نفسه فهاهو احدهم يكتب عن الترابي ظل طول حياته ضد الشريعة حتي ايام مايو ؟؟ سبحان الله ، لم يكن الكثير حتي من العلماء في السودان يطالبون بالشريعة بفهم ان السياسةلاتدخلفي الدين ومنذ ان بذق نجم الترابي واكبر التهم المنسوبة اليه هي انه يريد ادخال الدين في السياسة ،اما ما يطلبونه من ترك السياسة فهو العلمانية بذاتها ، فتمسك الترابي بقضية اقامة الحكم بما انزل الله في نظريته التوحيدية التي تري ان الاسلام شامل لكافة الحياة بما فيها السياسة هو صحيح واقامة لدين الله فهو يؤجر علي السعي والسجن وهي عبادة يبزل لها عمره وكما قال في بيعته ، انه يتعهد بان يبذجعل عمره وعلمه وروحه وعرضه من اجل قضية الاسلام ان تجد لها مكانا تحت الشمس او يهلك دونها ، فنقض الحكم نوع من الردة فحديث نقض عرى الإسلام صحيح ولفظه: لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، وأولهن نقضا الحكم وآخرهن الصلاة. رواه أحمدوغيره وصححه الحاكم، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: رجاله رجال الصحيح. وصححهالألباني في صحيح الترغيب والترهيب.  وقد كان شعار الشريعة شبه محتكر لجبهة الميثاق التي كان هو اكبر زعمائها وايضا كان هو امير جماعة الاخوان في عهد مايو التي حاصرت مايو بشعار الشريعة اما ان الترابي رفضها فليس هذا صحيحا البتة بل الصحيح هو ان النميري اعلنها فجأة لسحب البساط من الاسلاميين الذين يدعون لها وقد قام بمحاولة ادخالهم في جلبابة فادخلهم الاتحاد الاشتراكي وكان الترابي مستشارا له وان لم يكن يستشيره فعلا ههههه..وكانت الحركة بقيادة الترابي قد اخرجت اكبر مسيرة في تاريخ السودان تأييدا لاعلان الشريعة الاسلامية ، ومن بعد رفضت الجبهة الاسلامية بقيادة زعيمها الترابي الغاء قوانين سبتمبر واصرت علي ابقائها رغم محاولات اليسار المتكررة ، بل حتي عودة بدرية الي الحياة السياسية بعد الانقاذ هو بسبب حفظ الحركة الاسلامية لموقفها من الشريعة ، اما حديث الترابي عن بعض هنات قوانين سبتمبر فهو راي يشاركه فيه علماء كثر فاي تجربة يعتريها النقص فالترابي الان ينتقد تجربته هو نفسه وتجربة اخوانه في الحزب ، لان النقص سمة البشر..
والبعض يستغرب من تربعه علي الساحة الفكرية مطالبا باقالته من الحياة ناسيا ان الفكر لا يشيخ ، المفكرون دائما قلة كافلاطون وسقراط وابو الحسن الاشعري وابن تيمية وهكذا هم قلة ، وهولاء يزيد العلم عندهم كلما تقدم بهم العمر فالفكر يعتق بالتجارب ، والترابي علامة فارقة في هذا العصر وانا اجزم بان من ينتقدونه لم يقرأوا كتبه او قرأوها ولم يفهموها فالترابي يتميز بلغةعالية عصية تحتاج الي دربة وفهم ، والترابي اصولي لا يخالف الا اذا كان الخلاف في قضية تحتمل الخلاف وقد اطلعت علي فتاويه وفعلا كل قضية ذكرها تجد فيها خلاف بين الاقدمين وتجد القران حاضرا في استدلالات الشيخ ومهما اختلفت معه لا تملك الا ان تسلم بانه مجتهد وتعزره بالتأويل فالمجتهد ه اجر حتي اذا اخطأ، اما من يحاولون التعامل بالكرهوالحب في قضايا الفكر تكفيرا وتفسيقا فهم سيقفون غدا بين يدي الله ، فان الاجتهاد شجع عليه الشرع واعطته اجرين علي الصواب وواحد علي الخطأ.
وكمثال اخر لاختذال التاريخ في محاولات ساذجة لاظهار الشيخ الترابي بمظهر الكارثة الوحيدة علي الاسلام والبلاد يقول احدهم  ثار خلاف كبير بين حسن الترابي وبين التنظيم العالمي للإخوان المسلمين عندما رفض مبايعة المرشد العام وقتها بحجة أنه بالسجن ولكن الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد والذي كان ضمن الوفد رفض موقف الترابي وكذلك الوفد مما أدي إلي أن الوفد بايع المرشد العام بدون حسن الترابي وعند العودة للسودان انشق حسن الترابي )،(انتهي.) .. الحقيقة ان ان مسالة التنظيم العالمي هي فرع من مسالة الوحدة الاسلامية كيف تكون، فمثلا داعش تري انها تاتي بالغزو ، تلغي الدول وتزحف بالجيش ، وجماعة البلاغ ، تري انه تلاتي بالتبليغ والارشاد ، وجماعة الاخوان المصرية تري ان يعمل كل تنظيم في بلده لكن القيادة تكون حكرا علي مصر فمن يختاره اخوان مصر مرشدا يكون اميرا للتنظيم العالمي وقائدا للجميع ، ولكن اخوان السودان والعراق وسوريا وليبيا تقريبا اتفقوا علي ان الوحدة لا تاتي قسرية بل تعمل كل حركة في واقعها وتسق جميع الحركات فيما بينها عبر مكتب للتنسيق فقط لا غير ؟، فكيف يقود مرشد مصري مسجون اخوان العالم من داخل السجن وهو لايستطيع ان يتبول الا باذن من عسكري ..؟؟!!!..وقد بينت الحركة الاسلاميةفهمها للوحدة عبر كتيبات ، وهذا الفكر المتقدم والندية ازعجت بعض المصريين فهم\يريدون السودان في الذيل دائما ..ظل معظم الاخوان مع الترابي ولم ينشق الا القلة بقيادة صادق ، الترابي لم ينشق فهو امير الجماعة وصاحب الاغلبية اما اسم الاخوان فقد تركه لهم حتي لايحدث خلط وقد ظل اسم الجبهة الاسلامية هو المؤثر حتي جأت الانقاذ .
الترابي السياسي هو واقعي جدا باعتبار ان السياسة الشرعية تقوم علي اساس الممكن من الاصلاح (ان اريد الا الاصلاح ما استطعت )..واهم عوامل تحديد الغايات وصياغة خط المرحلة هو القوه وذلك هو ما اسماه فقهاء التاريخ (بفقه المتغلب بسيفه)، فكانوا يقيسون االشرعية بالقوه والقوي اليوم لم تعد هي السيف والبندقية فقط بل منظمات المجتمع المدني والاعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعي ومدي التلاحم الشعبي والحراك التعبوي اضافة ماتمتلكه الحركة من مقدرات بشرية وعضوية ، ونجد ان الترابي حينما طالب بمزيد منى اسلمة الامور كان ينطلق من امرين اولهما القوي التي كانت بيد الانقاذ كانت قادرة علي ان تنفذ مثال اقوي واقرب الي المعاني الاسلامية ، ثانيا : ان الخط الذي ارادت الحكومة السير فيه سيفرق الامة في السودان قبائل وشيع -والتقارير كانت تفيض بذلك فلا تحتاج لذكاء لهذال لابد من الفدريالية - واستدامة الدكتاتورية ستجعل اموال البترول في غير محلها وسستخذ زريعة لمزيدمن التفرق وصراع المصالح، -وكلنا شهدنا حديثه عن الفساد، قبل الخلاف المعلن ، وكل هذا اعلنه في جامعة القران بسؤاله للشباب عن اموال البترول الي اين ستذهبون بها هل ستفرقون بها الامة ام توحدونها بها ..وكل هذا اصاب فيه لكنه اخطأ في توقعه لردة فعل الخصم كان يتوقع ان استمالة المخلصين وكبارالحركيين والطلاب كفيلة بالضغط علي الحكومة لتتراجع لكنها للاسف رمت بنفسها في اتجاه الاخر الغربي والمصري الضاغط بقوة علي خلفية محاولة اغتيال الرئيس المصري مبارك وتورط رجال النظام فيها وتهديدهم بالمحكمة الدولية، فلم يجد الترابي بعد ذلك بدا من الاستمرار وبدا له ان مجرد تبرئه الحركة من مايجري في البلاد سيضيف رصيدا فكريا حتي لايحسب الناس ان كل ماحدث هو من تخطيط الحركة ففترة الغيبونة الكبري استطاع الشيخ ان ينتزع الحركة وفكرها منها بمواقفه الشجاعة سجنا وتشريدا وصبرا ، ولكن النظام الان يسقط فعلا والعوامل الخارجية اصبحت مهيئة للقضاء علي الاسلاميين حكومة ومعارضة وكان مثال مصر حاضرا ، هنا اتجه الشيخ الي الحكومة التي اعلنت بشجاعة تغيير اهم شخوص الفتنة مما يعني ان القلب مفتوح للتغيير لكني اظن ان العالم لن يهدأ له بال حتي يستميل الرئيس ويقضي علي التحالف الخطير الجديد الذي يعيد الانقاذ الي مربعها الاول بقيادة المفكر الذي تخشاه امريكا ..
اما الزعم بانه مصلحي لانه ذهب مغاضبا لتعين الرئيس للولاة وهو الان يعود بينما يغير الرئيس عملية انتخاب الولاة الي تعيين فلماذا لاينبس ببنت شفة ، ولماذا يصمت علي مازعم انه سبب كافي للمفاصلة  ، فمعلوم ان مسألة الولاه اليوم ليست مثلها في وقتها ذاك فهناك كان الحديث عن الدستور الدائم وكانت تلك ىردة وبادرة للخروج عن عهد الحركة وهذه مجرد خطوة اجرائية في وضع كله استثنائي فاكيد ان الترابي لا يؤمن بدستور 2005 بمافيه ناهيك عن تعديله من قبل مجلس هو لايؤمن بشرعيته الترابي الان فقط يبني تحالفيمكنه من ان ينسف الوضع السيئ برمته باقامة دمقراطية تنعش الساحة قليلا ، ويلتقط الناس انفاسهم وتروح الفرصة عن الرئيس السيسي وتحالفه ومن ثم ينظر في معارك الداخل.
من العدل ان يلام مفكر علي كل حرف كتبه بيده وكل فكرة افترعها، لكن ليس من العدل أن يلام ذات المفكر علي محاولته تطبيق ذلك علي ارض الواقع، لان هناك عوامل اخري عديدة تتداخل كفهم الاخرين ومدي استجابتهم واخلاصهم فالنفوس البشرية ليست سهلة القيادفالخيانة والاثرة موجودة فالتطبيق للنظريات صعب ولو علي فردواحد، ناهيك عن مجتمع ودولة تقع عليها مؤثرات داخلية وخارجية ودولية عديدة .

مفاصلة الاسلاميين في السودان ..لماذا؟؟

 البعض يظن  ان الحركة الاسلامية ظلت قطيعا يسير خلف الترابي وانها كانت طيعة في يديه ، وهذا ليس صحيحا البتة ، فقد كان الترابي يبزل جهدا كبيرا في الاقناع ، وكان من حوله لهم شخصياتهم الفكرية المستقلة تماما ، وربما كان من مشكلاتهم ان وجود شخصية ضخمة كالترابي جعلهم في الظل ، كامين حسن عمر وحسن مكي والتجاني عبد القادر ، وهم في الحقيقة من الكثرة بحيث يصعب احصائهم وكلهم نتاج لحرية الفكرية ولطريقة الترابي في تشجيع الفكر وطريقة الحركة في تقديم اهل النظر والاستبصار قبل الدولة والانقلاب الذي حول الميزة الي سبة فاصبح يقال (منظراتي) ، كتهمة مانعة من تولي الوظائف العليا بل وحتي الدنيا ، وقد  شهدت في ايام عافية الحركة نقاشا راقيا  في قضايا كثيرة ايام كانت نظرية وكان الناس ينقسمون لكن قانون الحركة كان يلزم بالمضي معا استجابة للشوري ولكن ظلت القضايا العملية السياسية هي التي تناقش وتلزم بالتالي الحركة براي الشوري ؟، لكن ظلت القضايا الفقهية بعيدة لايلتفت اليها الكثيرين خاصة التي يري الفقه التقليدي انها شاذة فلم تكن تلزم الجميع اطلاقا ، وبعض هذه الافكار هو في قضايا السياسة ومن ذلك مايتعلق بالشوري وعلاقة الاسلام بالدمقراطية والموقف من الاحزاب القديمة والعلمانية فكثير من الناس لم يكن يؤمن بالتدرج او بالحسني بل يري ضرورة اقامة الشريعة كلها فورا ، وحسم الامور بالقوة ، ولايؤمن بالشوري الواسعة اي بشكل دخول العامة في قرارتها ، وكلها افكار ظلت تناقش بصورة صفوية وظلت تشغل النخب والطلاب فقط اما العامة فكانوا مع الشعار العام فقط وكثير منهم لم يسمع حتي بتفاصيل الرؤي والاختلاف فيها ولم يتبين جديد افكار الترابي فيها ..ولكن اتت الانقاذ لتجعل من المعزول الفكري والرابض علي استحياء قضية القضايا فهاهي الدولة امامنا فكيف تحكم وباي شوري وماهو مستوي الحرية ؟؟..وهل نعتبر الطائفية واحزابها عملاء وخونة ام نعاملهم بالحسني ونجعللهم مقاما سفيانيا ؟؟، ومن هنا بدأت الحرب فالخطة الاولي وما الزمت الحاكم به من بسط الشوري واقامة العدل وكل مافي البيعة العامة التي يفترض ان تطبق ، والتي تقضي بعودة الحريات العامة وبالتالي تغيير وجوه السلطة وفقدان الكراسي ، تتعرض للمراجعة بل الرفض وافكارالترابي تجابه باصحاب المصلحة في استمرار مايراه الترابي وضعا استثنائيا فهو انقلاب اكرهوا عليه باوضع سياسية (مزكرة الجيش)، بينما يري من اصبحوا يتنعمون بالسلطة انه ليس استثنائيا بل ينبغي ان يستمر ، وظل الترابي يجتهد لنقل مثاله بينما تنظر القوة الصاعدة في المجتمع باسم الثورة الي تحركاته بالريبة فهي ستفقدهم كل محفزات الفترة التي يسميها الترابي بالاستنثنائية ، بل تقف سدا منيعا امام طموحهم في التقدم الي مناصب ارفع .،!!
ولهذا فقد كانت اراء الترابي تصطدم بكل مايحلم به كوادر الحركة القدامي والمستقطبين ، من وجاهة وسلطة واموال ، ولما جاء التوالي شنت عليها هجوما قويا مستندة علي الصحافة الجديدة التي كونتها باموال السلطة ، ولاول مرة يشترك العلمانيون في الخارج مع الاسلاميين في رفض التوالي ، الاحزاب تعلم ان تحرك النظام وانتقاله الي الشرعية الانتخابية قاصمة الظهر ، فسيضيف الي الانجازات المادية انجازات اخري ، وسيجد الاسلاميين المبعدين مكانا لطرح افكارهم وبالتالي ستضاعف قوة الاسلاميين ، كان رفض العلمانيين فهما استراتيجيا ، يخدم فكرتهم في ضرورة ان تستمر الدكتاتورية حتي يكون هناك مبرر قوي لبقائهم ومعارضتهم ، لكنه كان غباء من من لم ينتبهوا لذلك وفكروا فقط اما تطرفا في ان عودة الاحزاب والعلمانيين تنازل ، وبهذا الفهم حرضوا قلة من المجاهدين بقيادة محمد احمد حاج ماجد ليخرجوا في مسيرة الي البرلمان رافضين للتوالي الذي كان هو حبل الانقاذ الوحيد للتجربة ، والذي يقدم لها نهاية سعيدة ومون ثم تبدأ مرحلة جديدة كان التنظيم قويا وقادرا وقتها علي مجابهة الاحزاب خاصة بنظام التوالي المتدرج الذي هو مثل التطعيم يقدم احزابا ضعيفة ليعيد الاسلاميين الي ادوات الدمقراطية ثم يفتح الباب في النهاية فيكون الاسلاميين قد انتظموا من جديد واستعادوا مهارتهم في العمل السياسي والفكري،  
أمارئيس الدولة ( البشير) وكثير من افراد القوات المسلحة الذين لايسمح لهم وضعهم بالتعمق في الافكار الا القلة  وعامة الشعب السوداني وجهي العملة استطاع مخالفوا الترابي بقيادة علي عثمان اقناعهم عبر الخطاب العام والاعلام القادر علي ايصال الرسالة ، ان الترابي يدعو الي تمزيق الدولة وانه يطمع في السلطة وانه يحرض ابناء غرب السودان ، لم يواجهوا الفكرة بالفكرة ماعدا ابراهيم احمد عمر ، بل استخدموا اساليبهم الامنية والالتوائية وهي طبيعة الرجل الثاني لا يواجه بل يضرب بقوة تحت الحزام ، وقد كان خطابهم للداخل الاسلامي يعتمد علي ، الدولة واهميتها وانهم قد ضحوا لاجلها وانهم سيفقدون مناصبهم اذا جأت الانتخابات كما حرضوا الجدد الذين احسوا انهم سيضيعون اذا عادت الكوادر القديمة التي انشغلت بالجهاد او بالعمل بعيدا عن السياسة في ثغرات مختلفة ولاشك ان عودة الاحزاب ستعيدهم عبر تقديم اهل الفكر والتجربة ..اما خطابهم للخارج وعامة الشعب فقد كان من جهتين :اولهما اقتصادي وهو يعتمد علي ان ذهاب الترابي سيذهب الوجه الارهابي للدولة وان الدول الخارجية ستعيد العلاقة لذهاب العدو الكبير ، كما تم تحميل الترابي كل اخطأ المرحلة حتيفصل الناس من الخدمة المدنية !!..وبالطبع الترابي لم يكن تنفيذيا وليس محتكا بالمسؤلين الصغار ليقرر رفت هذا وذاك ولم يكن يستفتي في التفاصيل اصلا ..ولكن هكذا روجوا لاقالته وذهابه ، الطريقة الثانية فهي باستخدام خلافات الماضي فقد كان نجاح الترابي واقامة الدولة والشريعة امتحان صعب لمخالفيه السلفيين والاخوان الاخرين ولم ينجح فيه الا القليل فقد ظل بعضهم يناوئها رغم كل ماقدمت من ايجابيات وتشريعات هو يؤمن بها ، ولكن بسبب الترابي شخصيا ..بينما استشهد المخلصين من شبابهم ، فهولا لاحت لهم فرصة اذالت التناقضات كلها ومثلوا بالتالي الدعم المطلوب والمرجعية البديلة الي حين ..وقدموا سندا للدكتاتورية لايقدر بثمن ، وفي تلك الايام ظهرت اجتهادات الترابي كانها جديدة ..وبكل هذه الطرق المتعددة وجد الترابي ومن معه معزولين ، وفقدت الدولة بفقدهم المخلصين واصحاب القضية الفعليين ، وضاعت الخطة بذهاب مهندسوها ..وبقي عمل اليومية وجماعة الجائلين بلا اية ضوابط فكرية او دينية فافرغوا الشعارات من معانيها تماما وتردت الدولة وصارت مؤسسات الاسلاميين خواء من النصح وبالتالي مالا سائبا ، وبؤرا للفساد واستمر الامر حتي فقد حتي رائحة الاسلام والاخلاق بعد ان كانت قبلة للصلاة والازكار والجهاد