الثلاثاء، 9 ديسمبر 2014

ازمات الشعب السوداني ..انتحارات بالجملة


استغرب من طريقة تعامل النظام ورجاله مع حوادث الانتحار الفردية التي توقف عندها الراي العام السوداني بمزيد حزن واسف كحادثة (رجل القصر )..ايضا(الشيخ المنتحر زبحا )..واضيف اليها قتل زعيم الفور سيسي بيد ابن عمه ) وكلها كان السبب هو الازمات النفسية !!!،
 ، دون التوقف في المغزي المهم للحدث وما فيه من اشارت ودلالات هامة ، فقد كان مهما ان يتسأل اصحاب الفكر الاستراتيجي عن هذا التداعي والتعاطف الشعبي الكبير وعن تحليل العامة للحدث والذي هو (فايد باك) واستجابة تلقائية تكسب الباحث معلومات مجانية دون الحاجة لتوزيع استبانة بحث ..وهي في هذه الحالة تبين بجلاء انتشار الغبن السياسي وانعدام الرضا والرغبة في التغيير وتراجع الثقة في النظام بل انعدامها ، وهذا لايستقرأ من الاسباب الحقيقية للحدث بل من تفسير العامة للحدث وانعكاسه علي مشكلاتهم واتخاذه كرمز لما يعانون منه جميعا او مايظنون انهميعانون منه فمن ياتي للطبيب بزعم ان راسه يؤلمه لن يستطيع الطبيب مهما تبين له انه لا اسباب لالم الراس ان ينفي الالم وستكون الحالة حينها اصعب فالالم النفسي هو الاعمق وان الذي يصيب الحزبين والساسةوالمبدئيين والشباب والعامة في الصميم ويجعلهم جميعا مرضي نفسيين هو الامر الفاجع الذيينبغي ان يلتفت له، اما الحدث نفسه فهو ايضا كارثي وليس بالضرورة ان ينتحر الرجل لان عمال الزكاة قد قهروه، بل ان يظن الجميع ان الزكاة تفعل او يمكن ان تفعل وهو راي عام ثم ان انتشار المرضي النفسيين حتي من الاغنياء اضحت ظاهرة تفضح النظام وشريعته المزعومة ..
انني ازعم ان هناك حالات انتحار جماعية لاتبدو لاول وهلة ، انتحار للشعب السوداني كله ، ومظاهره هي انتشار المخدرات وغياب الهدف والشتات وانتشار القبلية والنظرة الضيقة ووفود المغادرين وهجرة العقول وكراهية البلد وانتشار الشذوذ في المدن ونعدام الاحساس بالمن والثقة وانتشار البطالة واليأس والعنوسة ، وعدم الانشغال بالسياسة ودق الطناشفيالقضايا الوطنية الكبري كالانتخابات والتسجيل لها ، وغيابالزعامات الوطنية المجمع عليها ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق