https://www.facebook.com/notes/ima-ak/%D8%BA%D9%8A%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%AC%D9%8A-%D8%A3%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%AA/602677359784603
غياب المشروع الوطني الاستراتيجي ..أس المشكلات
قد كان من السهل ان تنطلق جحافل من الشعب السوداني لتقاتل في جنوب الوطن مقدمة الروح رخيصة ، وفقا لمشروع موحد للامة يبني علي اساس هوية مشتركة ، ضمت ابن الشرق والغرب والجنوب والشمال ، مممن حازوا قسطا وافرا من التعليم وكانوا قادة محليين في مناطقهم وقبائلهم وقد تحلوا دوما بمحبة الجماهير وحازوا عي احترام مجتمعاتهم المحلية ، وما اقنع هولاء بالقتال الذي هو كره الي جانب الانقاذ الوليدة يومئذ الا وضوح المشروع الذي اعلنته الانقاذ والذي بنيت استراتيجيته علي مفاهيم الاسلام التي هي معلومة وواضحة ويمتلك السودانيين جميعا فكرة كافية عنها ولهم فيها مواريث عظيمة سواء ماقدمته الطرق الصوفية ومؤسستها العلمية في المسيد والخلوة او ما قدمته الدويلات الاسلامية التي تأسس عليها السودان كسنار ودارفور والمهدية ، وبالتالي هو مشروع يحوز علي الرضا العام ويمتلك كل الناس مفاتيحه ، ويمكنهم بالتالي اختيار القادة الذين يمثلون معايير القران وارجاع وعزل الذي يحيد عن المنهج ، (اعينوني ما اطعت الله فيكم ،فان عصيته فلا طاعة لي عليكم )كما يمكنهم تخطئة المخطئ وتصحيح المصيب تماما كما يفعلون في الصلاة ، (لا خير فيكم ان لم تقولوها ولا خير فينا ان لم نسمعها)وهذا كله امر يبعث علي الاطمئنان فكلنا بجميع قبائلنا باختلاف جهاتنا وسحناتنا شركاء في المشروع ، الذي استطاع ان يبرز قيادات غاية في القوة في كافة المجالات ، والذي بايعنا فيه قائدنا علي ان يبسط الشوري وقيم العدل في كل مكان ،لكن كل هذا سرعان ما تبخر ..فما ان بدأت بشائر النصر في الجنوب ووصل المجاهدون الي مشارف نمولي ، وبدات مصانع السلاح تنتج وبدأت ابار البترول تطل باعناقها ،حتي بدأت ايدي خبيثة عملها في المجاهدين والسياسين والجيش تضخم الاخطاء وتنفخ في الزعيم وتدعو الي ايقاف مسيرة التوالي والدميقراطية وترفض اعطاء مساحة لشركاء الوطن رغبة في الاستئثار بثمار هذا المشروع ، وبدأت لغة اخري غير لغة التضحية وثقافة اخري غير ثقافة الاحتساب وبدا ان ثمارها نجضت :(نجضت نجضت وماتدوها بغاث الطير )، وبدا ان من هم في الجيش يحثون قادتهم علي ان ينفضوا ايديهم من المدنين الذين اسسوا معهم المشروع بل كانوا هم اصحابه تاريخا ،وان يفضوا الشراكة ،و(يملو القاش)ويتخلصوا من الاذدواجية ، وهكذا اتخذ القائد قرارا فرديا (صلي ركعتين،وشاور نائبا)، وقرر ايقاف الفدريالية الاسم الاخر للعدالة ،بالتمرد علي قرار البرلمان بانتخاب الولاة من جماهير ولايتهم ، وحل البرلمان(قبض للشوري) وعطل بهذا الدستور (هكذا قضي علي الحرية)، وبغض النظر عن صحة او خطاء هذه الاجرائات فان اثرها كان بالغا ، فقد فهم الكثيرين ان هذا نقض لاصل المشروع وهكذا ترك وزراء ومجاهدون وامنيون علي درجة من الكفاءة وورائهم جمهور غفير ،اماكنهم في الدولة والشيء الاكبر من هذا ،هو ان ماترتب علي هذا القرار من قمع وسجن وقتل لاعضاء اصيلين ومؤسسين لهذا المشروع وغياب الفهم الاستراتيجي وعدم تقديم مشروع بديل ، وانعدام الافق وانسداده بحيث وقفت الانقاذ عن النمو والتطور دستوريا ،بل ارتدت لحكم الفرد وطغيانه ، ودخلت البلاد في مرحلة اخري يقرر فيها قادة يعدون علي اصابع اليد وينتمون الي جهة واحدة من جهات السودان مصير البلاد والعباد ، وهكذا اعلن النظام عن التخلي عن مشروعه الاسلامي عمليا ،وبدا ان دولة جديدة تقام في السودان لا يعرف احد معاييرها ولا يستوثق احد من اهدافها وبالتالي لا يفهم احد كيف تم توقيع اتفاقية مثيرة للجدل (كنيفاشا) وكيف لا يشارك الشعب ولا يستفتي في امر مصيري كتقسيم وطن ؟؟، ومثل ذلك يقال في مايفعله النظام في دارفور ،لا احد يفهم كيف تدار الامور في كافة القضايا الامنية والسياسية ولا يستطيع اية خبير سياسي ان يتوقع مايمكن ان يحدث هنا او هناك ..وكل هذا بسبب غياب المشروع السياسي الراشد الذي يحكم البلاد ، فمعيار المصلحة هو معيار غير محدد ،فقد يري البعض ان المكسب الذي ياتي من تجارة المخدرات ، او التعامل مع اسرائيل، او البغاء..الخ، مصلحة ، ويري البعض ان وقوفنا عي الحيادفي قضية مصر مصلحة لنا، وفقداننا لاخواننا الجنوبيين مصلحة وقد تخلصنا منهم ، !..زهذا كله يتنافي مع الفهم الاسلامي ومصالح الدولة العليا، باختصار هذه دعوة لتعيد الدولة بناء خط استراتيجي وفقا لمشروع واضح المعالم يتفق عليه الجميع ،وبالتالي يستطيع الناس محاسبة النظام الحاكم عليه ومشاركة الشعب السوداني لن تتم الا باقناعه بصدق التوجه والاحتكام لهذا المشروع الذي ابد ان يشارك بك قطاعاته واحزابه في اقراره .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق